البنوك العالمية : عسلها مُرّ

زيان زوانه

من كان يصدق أن بنكين أمريكيين من قائمة أكبر عشرون بنكا ’يفلسّوا؟ وبنك ريبابليك على الطريق ورائهم؟ من كان يصدق أن ثاني بنك سويسري عالمي’يفلس ؟ من كان يصدق أن المركزي الأمريكي لم يلتفت لتحذير المركزي البريطاني من الممارسات الخطيرة لفرع بنك سيلكون فالي في بريطانيا ؟ ومن كان يصدق أن تشطب السلطات السويسرية حقوق حملة سندات على بنك كريدي سويس بمليارات الدولارات ؟

ومن كان يصدق أن تواجه هذه السلطة قضايا مصرفية عالمية ؟ ومن كان يصدق أن بنوك الطعام البريطانية تشهد إقبالا لم تعهده من قبل ؟ ومن كان يصدق أن يصبح الجنيه المصري= 3 سنتات ؟ ومن كان يصدق أن المركزي الأمريكي يدير سياسته النقدية العالمية برعونة وكأنه بنكا هاو صغير ؟ ومن كان يصدق أن تتعرض بنوكا ألمانية رئيسية لتعثرات تجاهد للخروج منها ؟ ومن كان يصدق أن تتوقف البنوك اللبنانية عن دفع ودائع المودعين ؟

ومن كان يصدق أن يتعرض محافظ بنك لبنان المركزي للتحقيق العالمي مهنيا وأخلاقيا ، بعد أن منحته مؤسسات المال العالمية شهادات بالجملة كأفضل محافظ في المنطقة على اتساعها ؟ ومن كان .. ومن كان .. ؟

هذا بينما استحوذت بنوكنا الأردنية برعاية مركزية على فروع بنوك عربية وعالمية في الأردن ؟ أمام هذه الحقائق ، ولأننا لا نستثمر إنجازاتنا ونتعمدّ ألا نراها ، ولأن المرحلة القادمة مشوشة ، ومنافسونا على جذب الإستثمار يعانون ، على الحكومة أن تشكل لجنة للعمل على تسويات في ملف المتعثرين والمطلوبين وتلغي أمر الدفاع لتطمئن المستثمرين ، وبغير ذلك ، ستبقى بيئتنا الإستثمارية غير جاذبة ، وسنتعرض لتبعات المرحلة القادمة المسمومة.